إشكالية الملتقى:
لم يتأسس التأريخ البشري ـ الذي شهده العالم في مواقع عديدة ـ إلا من خلال أحداث فرضتها مسببات, وتناولتها الروايات الشفوية، وتولدت منها مقاربات المنهجية على نسق علمي نقدي أو توثيقي انطلاقا من قاعدة " لا تاريخ من دون وثائق" . وإذا سلمنا أن التاريخ نهض كيانه في القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من تلك الرصانة التي كان عليها التوثيق، والتّوريخ الشفوي ، القائم أساسا على الرواية والإسناد، ليعود بعدها إلى التدوين في مرحلة هي من أمجد الأزمنة التي عرفها المسلمون مع تدوين الحديث النبوي، ولأن التاريخ الإسلامي بدأ بالرواية المسندة فقد كانت هذه الأمور منطلقا ليتأسس التاريخ كفن عند المسلمين على خلاف ما كان عند غيرهم، و انطلاقا من دراسة الرّواة قبل مروياتهم, وتوثيق المؤلفين قبل الخوض في مصنّفاتهم, ثم الأخذ بالقناعات ودراستها على أساس القواعد والخلفيات المذهبية والعقائدية لمتبنيها, وباعتبار الروايات الشفوية صامدة في ثبات وجودها، من غير ثبات في منهج الأخذ بها.
والجزائر التي نالت بالأمس القريب استقلالها، استغلت الروايات الشفهية مصدرا إعلاميا ومنطلقا للتوجيه والتوعية والتعبئة الشعبية، في صلب توليد حركة وطنية تحررية، ولقد تأكد لنا أن هناك صوابا لدى من وجدوا أن المكتوب لا يعوض المسموع، تأسيسا في المحاورة الإنسانية بما تحويه من عواطف ومشاعر، ولكن هذا يتنافى ـ في نفس الوقت ـ مع صميم المناهج العلمية من جهة الموضوعية، وأمام الإشكاليات العميقة في ضبط مناولة التاريخ الشفوي للمكتوب, خصوصا عندما ضربت الوثائق الأرشيفية بالعديد من المرويات الشفوية عرض الحائط، على نمط مصادمة الحقائق بالمغالطات إن لم تكن أكاذب، حتى مرت هنات شديدة على التاريخ الوطني تضاربت فيها المواقف وتنافرت القناعات، ليبقى الأكاديميون في خضم التهاطل المروع للمسلمات التاريخية، التي كانت البارحة قواعد يشيد من بعدها تفصيل البناء الحضاري والاجتماعي.
ولم يعد يخف البتة أن حفظ حالات نفسية ماضية، وتسجيل ذكريات الماضي, لا يمكن أن يعوضه المكتوب وحده، نيابة عن الشفوي، لذلك حاول البعض الجمع بين الشفهي والكتابي، برصد حقائق ومواقف كامنة في صدورهم، وتجسدت من خلال المذكرات الشخصية. والذاكرة الوطنية تنطلق في صياغتها من الذاكرة الفردية، التي تمثل وجهة نظر حول الذاكرة الجماعية، فالمنظمات التي هي المستودعات الفردية للذاكرة تشكل نظاما اجتماعيا طبيعيا يسمح وحده بوعي أكثر بالذات، و تحديد موقعها في العالم، و بالتالي إثبات هويتها.
لقد أصبحت العديد من الإشكالات العلمية مستعصية قطعا، حيال نوع من التضارب المنهجي التاريخي، يمكننا صياغته في هذه التساؤلات التالية:
-ما هو التاريخ الشفوي وما مكانته مع بقية المصادر التاريخية الأصيلة ؟
-متى نلجأ إلى الرواية الشفوية؟ ومتى نعتمد عليها؟
-ما هي المناهج الأكثر أصالة وموضوعية في نقد وتحليل الرواية التاريخية؟
-متى تكون الرواية داعما للوثائق ومعارضا لها؟ ومتى تقدم الرواية على الوثيقة التاريخية؟
-كيف يمكن أن تكون الرواية مناطا للكشف عن الحقائق التاريخية التي خفيت عن كل المصادر الأخرى؟ ومتى يمكن ذلك؟
أهداف الملتقى:
-المساهمة في بناء المنهج الأمثل في التعامل مع الأخبار والروايات التاريخية .
-تعميق الصلة الحضارية بين المجتمع وتراثه، وصيانة تاريخه.
-إتاحة الفرصة للباحثين والخبراء لالتقاء وتبادل المعلومات والإنجازات العلمية.
-الدفع قدما نحو التأسيس لمدرسة تاريخية جزائرية تعتمد المنهج العلمي الدقيق.
-التعرف على أنواع الروايات وعرض تجارب المؤرخين فيها.
- تشجيع أفراد المجتمع بالمسارعة إلى تدوين الروايات التاريخية الشعبية، اعتمادا على المناهج العلمية.
محاور الملتقى
المحور الأول: الرواية الشفوية التاريخية: المفهوم والمنهج.
ـ الرواية الشفوية بين عصور التاريخ: التطور والصلاحية.
ــ الرواية الشفوية بين مناسبة المنهجين الإثنولوجي والتاريخي.
ــ الرواية الشفوية والثبات أمام الوثائق التاريخية.
ــ الرواية الشفوية بين المصارحة الفكرية وكشف عن الحقائق.
المحور الثاني: الذاكرة الوطنية وصناعة التاريخ المحلي والوطني.
ــ الرواية التاريخية المعاصرة ومناسبتها للبعد الزمني المتقدم.
ــ الرواية وتاريخ القطاعات (التاريخ السياسي, الثقافي, الاقتصادي, الديني, الاجتماعي...).
ــ الرواية والتأريخ للتراث الجزائري (الأشعار, الحكم والأمثال الشعبية...)
ــ الروايات الشفوية وتاريخ الجزائر الحديث والمعاصر (الاحتلال الفرنسي, الثورة التحريرية,
معارك التحرير, جرائم الاحتلال, التعذيب, التفجير النووي في الصحراء...).
المحور الثالث: عرض التجارب المدونة والمسجلة للروايات التاريخية
ـ عرض تجارب في التوريخ الشفوي الجزائري.
ـ المذكرات الشخصية والرواية التاريخية، نقد وتحقيق.
ــ عرض مؤلفات ومشروعات تاريخية لرصد الذاكرة الوطنية الجزائرية.
ــ تسجيلات الروايات التاريخية في وسائل الإعلام السمعية البصريةـ عرض وتقييم.
المحور الرابع: الجامعة الجزائرية والتاريخ الشفوي.
ـ المرويات الشفوية واستغلالها أكاديميا.
ـ تجارب البحوث الأكاديمية حول التراث الشفوي.
ـ عرض حول الورشات الخاصة بجمع وتسجيل الروايات الشفاهية.
المحور الخامس: تنظيم ورشة تكوينية حول المقابلة لجمع الشهادات:
ـ كيفية إعداد شبكة الحوار( استمارة المقابلة).
ـ شروط إجراء الحوار (استعراض الخطوات العملية نظريا)
ـ اختيار نموذج للتطبيق العملي، حول فئة تختار لإجراء المقابلة، وتسجيل الشهادات شفويا( يمكن الاستعانة بمتحف المجاهد بالوادي لهم تجربة في تسجيل الشهادات مع المجاهدين.)
شروط المشاركة
- تقبل البحوث بالعربية، أو الفرنسية والأبحاث المترجمة إلى العربية من أعمال أخرى.
- أن يكون البحث أو الدراسة ضمن محاور الملتقى.
- أن تكون البحوث المقدمة للملتقى لم يسبق نشرها في أي فعاليات سالفة أو أية مجلة.
- الالتزام بالمنهج العلمي عند إعداد البحوث، ومراعاة اختيار المنهج الملائم، مع التزام توثيق البحوث بدقة علمية وذكر الاستشهادات المرجعية مكتملة البيانات في آخر العمل.
- مراعاة سلامة اللغةودقة الصياغة، والتعبير بوضوح عن الجوانب الأساسية لموضوع الورقة.
- تقدم البحوث في شكل الكتروني مرقونة بالحاسب الآلي بخط TraditionalArabic بند 14 و 16 للعناوين, times new roman بند 14 و16 للعناوين.
- ترفقالأبحاثبسيرةذاتيةمختصرة في حدود صفحة على الأكثر.
إرسال المداخلات عبر البريد الالكتروني colloquepatrimoine39@gmail .com :
مواعيد المشاركة
آخر أجل لإرسال الملخصات : 20/04/2014
- تاريخ الرد على المشاركين 27/04/2014
- آخر أجل لإرسال المداخلات 10/05/2014
- إرسال الدعوات من 11 إلى 15 /05 /2014
تاريخ انعقاد الملتقى: 17/ 18 ماي 2014
- رئيس الملتقى: مرموري حسن مدير الثقافة لولاية الوادي.
- رئيس اللجنة العلمية للملتقى: .د على غنابزية جامعة الوادي .
- أعضاء اللجنة العلمية:
- أ.د. أجقو علي جامعة بسكرة
- أ.د. صاري أحمد جامعة قسنطينة
- أ.د. الجيلالي صاري جامعة الجزائر
- أ.د. صالح لميش جامعة المسيلة
- أ.د. قدادرة شايب جامعة قالمة
- أ.د. مزهودي مسعود جامعة باتنة
- د. عقيب محمد السعيد جامعة الوادي
- د. ثامر عبد الرؤوف جامعة الوادي
- د. قمعون عاشوري جامعة الوادي
- د. رضوان شافو جامعة الوادي
- د. غيلاني السبتي جامعة باتنة
- د. بوقريوة لامية جامعة باتنة
- د. ميسوم بلقاسم جامعة بسكرة
- د. كمال بيرم جامعة المسيلة
- د. مرازقة عبد الغفور جامعة الجزائر
- أ. محمد حركات جامعة الوادي
- أ. عثمان زقب جامعة الوادي
- أ. لخضر عواريب جامعة غرداية
- أ. موسى بن موسى جامعة الوادي
- أ. براركة شوقي جامعة باتنة
- طليبة بوراس متحف المجاهد
- لأي استفسار يـرجى الاتصال بـــ:
- مديرية الثقافة لــولاية الوادي 032249572
- رئيس اللجنة العلمية للملتقى: 0559382900
استمارة المشاركة :
الاسم: .......................................... اللقب : ......................................................
الوظيفة : .......................................................................................................
الرتبة العلمية :....................................................................................................
مؤسسة العمل : ....................................................................................................
الكلية :....................................................القسم:...................................................
الهاتف : ........................................ الفاكس: .........................................................
البريد الالكتروني : ........................... @ ..................................
الولاية : .........................................المدينة : ..........................................................
العنوان الشخصي : ................................................................................................
تحديد المحور : ....................................................................................................
عنوان المداخلة :.....................................................................................................
الملخص
.......................................................................................................
........................................................................................................
.........................................................................................................
..........................................................................................................
..........................................................................................................
..........................................................................................................
..........................................................................................................
..........................................................................................................
..........................................................................................................
.........