كلمة الأستاذ الدكتور عمر فرحاتي مدير الجامعة التي القاها بالنيابة عنه ا.د بن عتوس الجيلاني في اليوم الوطني للصحافة
22 أكتوبر 2016 بقاعة المحاضرات الصغرى العيد بيسي بجامعة الشهيد حمه لخضر
السيد الفاضل والي ولاية الوادي؛
السيد المحترم رئيس المجلس الشعبي الولائي؛
السادة النواب؛
لجنة الأمن الموقرة؛
السادة المسؤولون التنفيذيون؛
الأسرة الإعلامية الفاضلة؛
الحضور الكريم.
نحتفل اليوم بيوم مفصلي في تاريخ الجزائر،يوم قرره فخامة رئيس الجمهورية للصحافة الجزائرية عرفانا وإجلالا لها ،وهو يوم نستلهم منه كثيرا من العبر والرسائل ،أهمها دور الإعلام في الثورة التحريرية ودوره في مرحلة البناء والتشييد،ودوره أيضا في مواجهة الإرهاب الذي واجهه إعلاميون صابرون محتسبون شعارهم الأكبر فداء الوطن ومواجهة كل التحديات فكانوا بالفعل حماة وسدا منيعا ساهم في تجاوز هذه المحنة الكبرى.
أيها الحضور الكريم
إن الصحافة ووسائل الإعلام في بلادنا تعمل على استكمال بناء الديمقراطية وباتت فضاء لا غنى عنه للنقاش العمومي يتيح للرأي العام إسماع صوته ،وهي مسيرة مطردة في نضال الإعلام الوطني المواكب لمسار بناء الجزائر المستقلة، ووضع أسس تنميتها الوطنية طوال العقود لتكون بعد ذلك أسرة الإعلام في الصف الأول في الصمود من أجل بقاء الجزائر.
ساهمت الجامعة وبشكل مكثف ،في المسار التشريعي والتنظيمي المتوخي منه استكمال المنظومة القانونية التي تحكم النشاطات ذات الصلة بقطاع الاتصال ،لا سيما منها تلك المتعلقة بتنظيم مهنة الصحافة والمهن المرتبطة بها ،وبهيئات الضبط المؤهلة ،وتلك المتعلقة بالإشهار وسبر الآراء ،وكان من بين أعضاء سلطة الضبط أساتذة جامعيون مبرزون منهم زهير احدادن أستاذ الإعلام والاتصال لما يقرب لنصف قرن من الزمن ،الدكتور عبد الرزاق زوينة أستاذ القانون الدستوري ،والأستاذ الوزير السابق غوثي مكامشة،هذه الثلة عينها فخامة رئيس الجمهورية في سلطة ضبط السمعي بصري التي أنشئت بالقانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري14-04لسنة 2014،وهو القانون الذي وضع لأول مرة ،في تاريخ بلادنا.
وما فتئت الجامعة أن تتخلف عن ركب البناء والتشييد ،فكانت مصنعا لرجال الإعلام والمهنيين في قطاع الاتصال بتسليح البلاد بإعلاميين محترفين وذوي مصداقية ،يكونون حاملين لرسالة وطنية ،تقوم على خدمة المواطن والدفاع عن الوطن وسيادة القانون ورمز الدولة،ويكونون سدا منيعا في وجه دعاة العنف والإرهاب والاستهتار بقيم الشعب وثوابته ووحدة الوطن.
فكان إنشاء أول مدرسة لتكوين الصحفيين سنة 1964، التي تحولت منتصف السبعينيات إلى المعهد الوطني للعلوم السياسية والإعلامية،ومع إصلاحات التعليم العالي بداية عقد الثمانينيات تحول التكوين في الإعلام 4 سنوات بمعهد علوم الإعلام والاتصال بالجزائر العاصمة في تخصصات الصحافة المكتوبة والسمعي البصري والعلاقات العامة.
ومع الانفتاح الإعلامي الذي شهدته الجزائر بداية التسعينيات ،وتزايد وسائل الإعلام خاصة في مجال الصحافة المكتوبة واكبت الجامعة وتيرة التطور الذي تسارعت وتيرته في بداية الألفية فكان من الجامعة مواكبة الركب من خلال فتح المجال لمختلف الجامعات لفتح تخصصات في الإعلام في مختلف جامعات الوطن بعدما كان التكوين موكلا لجامعة الجزائر لوحدها.
جامعة الشهيد حمه لخضر وإيمانا منها بدور الإعلام ومركزيته و مكانته ؛قررت فتح المجال للتكوين الإعلامي في الليسانس والماستر لما يزيد عن120 طالبا،بينهم صحفيون ومراسلون الصحف ووسائل الإعلام الوطنية وهذا مصدر فخر لنا لان هذه النخبة تساهم في رقي الجامعة وتطورها .
وهذا من شأنه رفع التحديات الإصلاح الوطني الذي باشرت فيه الجزائر منذ سنوات ،الذي تفرض على إعلام بلادنا تقديم خدمة جليلة لمجتمعنا بمساهمته في شرح ضرورة تعزيز دولة الحق والقانون ،وفي الإقناع بأن إعادة الاعتبار للجهد والعمل ،وكذا الجودة من حيث هي وسائل تتيح مواكبة الدول الصاعدة التي تستحق الجزائر أن تتبوأ مكانتها بكل مشروعية.
في الأخير؛نؤكد افتخارنا بتخصيص فخامة رئيس الجمهورية ليوم وطني خاصة بالصحفيين تعزيزا لمكانتهم ودورهم ،ونؤكد تقديرنا واحترام للأسرة الإعلامية بكل مكوناتها وسنكون دائما في خدمة الإعلام الهادف والبناء ،فكل سنة وأنتم بألف خير،ووطننا الحبيب في سلام واستقرار وتقدم.