" نادِي الإشراقِ الأدبِيِّ و الحدِيثُ الثاني للخيمةِ الأدبيَّة معَ الأديبِ فريد مخلوفي "
لم تكَدِ الخيمَةُ الأدبيَّةُ تتَّسِعُ في حديثِهَا الثاني هذَا الخَميسَ لقامَةٍ فنيَّةٍ ، و إبداعيَّةٍ كالأديبِ " فريد مخلوفي " حتَّى ، و هِيَ تختَّزلُ اشتغَالَها في مؤلَّفِهِ الأخيرِ " مَا لم أقلْهُ لامرأة " فإنَّ
بعضَ الرجالِ يستوعِبُونَ المكَانَ ، و لا يستوعبُهم ، و يسَعُونَ الزَّمانَ ، و لا يسَعُهُمْ ، الكاتبُ في مجموعِهِ عالمٌ منَ الإبداعِ النَّثْريِّ ، و الشعريِّ ، و الموسيقِيِّ فوقَ ما لَهُ من درَايةٍ ، و
اطِّلاعٍ على الحَقْلِ الثقافِيِّ ، و المسرحيِّ ، و ما شئتَ غيرَ ذلكَ مما بوَّأَهُ موضعَ الإرشادِ ، و التَّوجيهِ ، و الرعايَةِ لعددٍ غيرِ قليلٍ من الأدبَاءِ ، و المبدعينَ ، و الشعراءِ الذينَ سجَّلُوا
حضورَهُمْ في فعاليَّاتِ هذَا اليوم اعترافًا ، و امتنَانًا ، و شهادةً للرجُلِ بيدِهِ الطُّولَى على الساحةِ الأدبيَّةِ ، و الثقافيَّة بولايةِ الوادِي لعقودٍ ...
الدكتور لزهر كرشو، د علي دغمان ، د . حمزة حمادة ، د عائشة عويسات ، أ . بشير غريب ,د. العيد حنكة ، د . سعد حمادة ، و الأدباء: أ . سعيد المثردي ،أ . حسين مشارة ، و أ.
حواء حنكة ، د, سليم سعداني ، و الكاتب مراد غزال ، و أ .عبد الجبار مناني ، و كوكبةٌ مضيئةٌ من طلبةِ كليَّةِ الآدابِ كانَتْ لهمْ بصمَاتٌ مشرقة ٌفي إثراءِ موضوعِ الحديثِ الثَّاني
للخيْمَةِ ، حيثُ طُرحَتْ قَضَايا نقديةٌ كثيرَةٌ أثارَهَا مؤلَّفُ الكاتِبِ ، و منجزُهُ الإبداعِيُّ ، فجَرى الحديثُ حولَ جماليَّةِ النصِّ ، و محدِّداتِ الشعريَّة في نسقِهِ ، مقابلَ المنتَظَرِ منه ُكمَحْمُولٍ
للمَعْنَى ، كما أثيرَتْ ظاهرةُ الأجنَاسِيَّة في نصِّ " فريد مخلُوفي" كإبدالٍ نوعيٍّ ، و موقعُهَا في سِيَاقِ الأُنموذَجِ المتمسِّكِ بهويَّةِ النصِّ ، و قد تناولَ الحضورُ فكرةَ الانتِشارِ الأدَبِيِّ ، أو
الشهرةِ الفنيَّةِ للمبدعِ ، و عمَلِه في غيابِ المؤسَّساتِ الثقافيَّة التي تحْمِي حّقَّ الأديبِ في الترويجِ للنصِّ ، و إنصافِ مؤلِّفهِ ، و نسَجِّلُ هَهُنا ما ذهبَ إليهِ الأستاذُ " مخلوفي" من أنَّ
الأعمالَ الأدبيَّةَ تحملُ في طيَّاتِها بذورَ بقائِهَا ، أو انتِفائهَا بقوَّةِ المكوِّنِ الفنِيِّ الَّذِي تشتمِلُ عليهِ داعِياً المبدعينَ إلى تحرِّي الإخلاصِ ، ثمَّ الجماليَّةِ ، و التَّقانَةِ في الصِّناعَةِ الأدبيَّةِ ، و علَى
الزَّمَنِ التكفلُ بحفْظِ " ما ينفَعُ النَّاسَ " ، هذَا ، و قَدْ حَظِيَتِ القضيَّةُ الفلسطينيَّةُ ــ بالنظرِ إلى كونِهَا راهِنًا متَأَزِّمًا ، و قضيةً شاغلَةً ـــ بعدَدٍ منَ النُّصوصِ قراءَةً ، وَ أوتَاراً ، كما هِيَ في
إبدَاعَاتِ الكاتِبِ واقعاً ، و ممارسَةً ، و منَ الدَّالِّ جِدًّا عنْ ظلاَلِ الكاتبِ الإبداعِيَّةِ في الخيمَةِ الأدبيَّةِ ذلكَ الحضورُ الفاعلُ لأسْرةِ الكاتِبِ ، و مشاركَتُه في لوَحَاتِهِ الفنِّيَّة التِي رسمَهَا على
مسَامِعِ الجَميعِ ممَّا ترَكَ انطبَاعاً موسُوماً بالإعجَابِ ، و التقدِيرِ ، و العِرْفَانِ ...
د. سعد مردف