نادي الإشراق الأدبي و الحديث الأول للخيمة الأدبية
ثنائية المرأة و الطفل في " اعتراف " للدكتور محمد صديق معوش تحت شمس النص ، و في روضة الأدب الجميل تزينت الخيمة الأدبية اليوم في حديثها الأول لهذا العام بمجموعة " اعتراف " للقاص الدكتور محمد صديق معوش ، كان المنجز القصصي للكاتب في هذه الجلسة قطافاً نوعيًّا ، و مَجْنَى من مجاني الممارسة السردية ذات التميز في بنائها ، و لغتها ، و محمولها الفكري ، الاشتغال على محور ثنائية المرأة و الطفل في مجموعة الأقاصيص المستوحاة من البيئة المحلية كان ملمحاً جامعاً لمحاورات هذا الحديث ، و قد ضمَّ الصالون ( الخيمة الأدبية ) جمًّا غفيرا من عشَّاق الحرف من الأساتذة و الطلبة بحيث أفاضَ الدكتور علي دغمان في جملة من القضايا التي أثارتها المجموعة القصصية في مضمونها و إطارها و هامشها النصي ، و كان تركيزه على موضوعة الأنوثة أو المرأة في أربع قصص من المجموعة : الضيف ، الخائن ، ثلاثة أبعاد ، و اعتراف ، و بعد الخوض في إشكالية العنونة كبنية شكلية أحدثت من منظوره فجوة الإطار ، و المحتوى تناول الناقد قيمة المرأة في هذه التظاهرات ضمن استدعاءات المتن لعلاقات مع نصوص غائبة كالحسناء و الوحش (Beauty and the Beast ) و غيرها و قد أتى على بعضها مع احتفاظ القاص بمرجعية خطابه المهيمنة في " متوالياته القصصية" جميعاً ، و في السياق ذاته قدم الدكتور كمال بن عمر ورقة مقاربة للمجموعة تعرض في سياقها إلى البعد المحلي للمشاهد و الأحداث ، و الفضاء القصصي الذي يتخذ أبعاده من الحارات و الشوارع و أسواق الوادي ، و الرباح بظلالها الموحية بالمكان ، و ترميزاته كما تناول الناقد ظاهرة العفوية و البساطة في رسم الأمكنة و الشخصيات على نحو أضاف للغة و الحوار بعداً مفارقا هذا و قد أثار الدكتور عبد الحميد جريوي ، و الدكتورة عائشة عويسات أشياء من النقد تتخذ من " الاعتراف " و دلالاتها النصية مادة لظواهر الكشف ، و التوصيف و الانتقاد التي يمارسها الكاتب لرسم فراغات المجتمع و إخفاقاته ، أدلى الطلبة : رضا بوزيدي ، إبراهيم خالدي ،منال جراية، خولة طريلي ،العيد هزلة .. خالد كار ...بدورهم في بسط إسقاطاتهم ، و ملاحظاتهم على المجموعة ، و هي ملاحظات وشَتْ بالقراءة الواعية للمنجز النصي للكاتب د. محمد صديق معوش الذي يعد عملُه هذا تاليًا لأعمال سابقة له كمجموعة " ذهب مع المطر " و غيرها .و قد أفصح الكاتب عن جملة من المحددات لتجربته الإبداعية طقوساً ، و رؤيةً ، و تداعياتٍ مما أثرى المشهد النقدي للخيمة الأدبية و جمع في فعالياته بين الدرس الأكاديمي و الإفضاء الذاتي الذي يشكل رافداً للتذوق و القراءة النقدية في آن معا.
د. سعد مردف