في الحديث الثاني ضمن الصالون الأدبي الجامعي لنادي " نبض الكلمة " صبيحة اليوم الخميس 23. 2017.02 كانت رواية " ما تشتهيه الروح " للكاتب "عبد الرشيد هميسي" مدونة للقراءة ، و المقاربة و النظر المتأمل في التجربة الإبداعية ذات النمط السردي ، و على مدى ساعتين من النقاش الحر ، و الأكاديمي في آن معاً تناول الحاضرون من الأساتذة ، و الطلبة الرواية الفائزة بالمرتبة الأولى في جائزة الرواية القصيرة بالوادي لسنة 2016 حيث انفسح أمام الجميع عالم " هميسي" الروائي عبر مداخلة له تناولت ما اكتنف تأليف نصه من ظروف أخضعت معمار العمل الإبداعي لنسق بعينه ، كما أشار المؤلف إلى الأبعاد الذاتية التي تبرر المنزع الروحي و الصوفي لمحمول الرواية ، و قد قدم الدكتور " عبد الرزاق علا " قراءة مقاربة اشتملت على أهم ما ميز الرواية من أبعاد المكان و نظام الحبكة ، و شكل الصراع الذي اتخذ طابع التدافع بين القيم لدى البطل " حسن الشرقي" الذي نزح عن دياره الجنوبية بوادي سوف فارا من معصيته نحو الجزائر العاصمة ، و إلى الحراش بالذات باحثاً عن وجوده ، و صفائه النفسي مستجيبا لحلم كان قد رآه . و انتقالا من الطابع الأيروسي لأولى إطلالات عن البعد العقائدي ، و الأخلاقي ، بينما آثر الدكتور يوسف بديدة أن ينطلق من اطراح الفكرة الأيديولوجية في التقييم ، و الدعوة إلى المحايثة في تقدير القيمة ، هذا و كان للطلبة حظهم عبر التعقيبات التي اتخذت من النسق ، و بناء الحبكة هدفاً تارة كما اتخذت النسق الروائي إلى فضاءات الإشراق الصوفي عبر المتواليات السردية حددت المداخلة جوانب الفعل الحكائي الموغل في توصيف الفكرة على حساب الأبعاد الجسمانية ، و المكانية التي ظلت غائمة ، و قد طرح الدكتور قويدر قيطون موقفه كقارئ و ناقد لرواية " ماتشتهيه الروح" انطلاقاً من مقال له منشور في الموضوع ، معربا عن إعجابه ببراعة الكاتب في " تصويف " الرواية ، و إحداث المختلف في التعبير من الوعاء الثقافي ، و المنظور الفكري هدفاً للنقد تارة أخرى ، مشيدين بمهارة الكاتب في عرض البيئة المكانية بالوادي بتجلياتها الثقافية و رموزها التراثية ، و قد ذيل الحديث الثاني للصالون بإلقاءات شعرية من الفصيح و الملحون . د. سعد مردف .